بالأرقام‮.. ‬دفتر أحوال شباب مصر&#82

إلي متي تظل حكومات الحزب الوطني تكذب‮ .. ‬وتتجمل في الكذب،‮ ‬فتحوله إلي خطط وبرامج للاستثمار‮ .. ‬للتنمية‮ .. ‬للنهضة الاقتصادية‮ .. ‬لتحسين مستوي معيشة المواطن‮ .. ‬للارتقاء بالخدمات‮ .. ‬للتشغيل؟
برامج يختلط فيها الواقع المرٌ،‮ ‬بالخيال ودغدغة المشاعر‮ .. ‬وهل هناك أمرٌ‮ ‬من أن تستيقظ معه علي خبر يؤكد‮ ‬غرق نحو ‮٧٤١ ‬مصريا كانوا في طريقهم للهجرة إلي إيطاليا؟



مشهد خفر السواحل الإيطالية أمام مدينة‮ '‬سيراكيوزا‮' ‬بجزيرة صقلية مآساوي،‮ ‬حيث راح العشرات منهم ينتشلون الجثث التي طفت علي سطح الماء في مشهد بالغ‮ ‬الدلالة علي كذب برامج التشغيل التي يتطنطن بها الحكومة والمزمع عرضها ضمن المحاور التي يناقشها الحزب في مؤتمره التاسع‮.‬
مشهد الغرقي جمع بين ثنائية الموت وخراب الديار،‮ ‬حيث أن دفتر أحوال الشباب المصري يحوي أكثر من ‮٢‬،‮٢ ‬مليون شاب عاطل موزعين بين المؤهلات العليا والمتوسطة وما دون ذلك،‮ ‬هؤلاء جميعا ضاقت بهم مصر نتيجة لعوامل كثيرة أغلبها خاص ببلدهم مصر الذي أصبح طاردا لهؤلاء الشباب،‮ ‬علاوة علي سد الأبواب أمام هؤلاء الشباب في العراق وبعض دول الخليج والدول الأوربية،‮ ‬ففي العراق والتي كانت مأوي لحوالي ‮٣ ‬ملايين شاب خلال الثمانينيات والتسعينيات يذهبون إليها بكل سهولة ويسر دون الحاجة للتأشيرات والكفيل وغيره من أمور التعقيد الخاصة بدول الخليج‮ .. ‬ثم وقع العدوان الأمريكي والأوربي علي هذا البلد الشقيق فأدي إلي عودة ونزوح هذه العمالة المصرية التي أغلبها من شباب الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة،‮ ‬كما استعانت بعض دول الخليج بالعمالة الآسيوية الرخيصة وكان ذلك سببا في طرد الآلاف من الخليج ثم الهجمة الأوربية والأمريكية علي العرب والمسلمين وهو ما ترك أثره علي هذه العمالة خاصة بعد تطبيق مقررات الاتحاد الأوربي وبذلك حرم الشباب العربي عموما والمصري علي وجه الخصوص من فرص العمل في العديد من الدول الأوربية
‮ • ‬وتؤكد الإحصائيات والأرقام ان السنوات الخمس الأخيرة شهدت هجرة‮ ‬غير شرعية لحوالي ‮٥٧٤ ‬ألف شاب مصري‮ ‬غادروا الوطن،‮ ‬وأن أكثر من ‮٠٣ ‬ألف شاب تم ترحيلهم من الدول الأوربية والعربية،‮ ‬وحسب تأكيدات المصادر الأمنية فقد تسلمت مصر العام الماضي فقط حوالي ستة آلاف و‮٤٨٧ ‬شابا تم ترحيلهم من إيطاليا واليونان ومالطة بعد القبض عليهم أثناء دخولهم تلك الدول بطرق‮ ‬غير شرعية‮.‬
‮ • ‬وهناك محافظات مصرية تشتهر بهجرة‮ ‬شبابها إلي‮ ‬الدول الأوربية نظرا لما تعانيه تلك المحافظات من ارتفاع في عدد السكان مع عدم وجود فرص العمل مثل البحيرة والدقهلية والمنوفية وكفر الشيخ‮ ‬والمنيا وأسيوط وسوهاج التي تعد أفقر محافظات مصر،‮ ‬وفي الدقهلية علي وجه الخصوص التي تعاني من ارتفاع حدة‮ ‬البطالة علما‮ ‬بأنها من المحافظات الأكثر تعدادا‮ ‬للسكان بعد القاهرة والجيزة والإسكندرية حيث يصل عدد سكانها لأكثر من سبعة ملايين نسمة كما أنها محافظة ليست صناعية ولا تجارية كما أنها عانت كارثة‮ ‬أخري‮ ‬مثلما عانت بعض المحافظات وهي تقليص عدد الشركات‮ ‬ومصانع القطاع العام بعد بيعها وبذلك تم الاستغناء عن الآلاف من الشباب ومتوسطي العمر والذين أصبحوا في عداد العاطلين كل هذه الأسباب علاوة علي الغلاء الفاحش والمستمر والذي عجز الشباب عن معرفة أوله من آخره‮ .. ‬وأدي إلي شعور جيل المستقبل بالضياع في بلد يزداد الغني فيه‮ ‬غني والفقير فقرا،‮ ‬ولم يجد الشباب اليافع فرصة لاثبات انه حي يرزق سوي السفر للخارج بدلا‮ ‬من أن يكون عالة علي أسرته التي انفقت عليه من الجهد والمال حتي يصبح متعلما ويجد فرصة عمل ثم بعد كل هذه السنوات يجلس عاطلا‮ ‬في بيته بينما أقرانه أو الأقل منه كفاءة قد وجدوا طريقهم في التعيين والتدرج في المناصب،‮ ‬وقد دفعت الدقهلية في أكثر من حادث عددا كبيرا من خيرة شبابها أثناء رحلة البحث عن لقمة العيش في‮ '‬بلاد الفرنجة‮' ‬غرقا في مياه البحر الأبيض الذي قد تتحول مياهه إلي اللون الأحمر من كثرة الضحايا المصريين الذين لا يكاد يمر شهر إلا وتلتهمهم أمواج هذا البحر الهائج،‮ ‬ومن هذه الحوداث المأساوية فقدت قرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت‮ ‬غمر حوالي ‮٠٤ ‬شابا دفعة واحدة في رحلة واحدة منذ عامين ومازال الأهالي لا يعلمون عنهم شيئا حتي الآن،‮ ‬وكان هؤلاء الشباب قد تلقوا وعودا من اثنين لتسفيرهم إلي إيطاليا عن طريق المرور إلي ليبيا،‮ ‬وإذا كانت الدقهلية قد فقدت هؤلاء الشباب فإن المصيبة لم تكن في فقد الشباب فقط رغم أنهم هم الأهم وغيرهم لا يساوي شيئا،‮ ‬إلا أن أسر هؤلاء الضحايا أصبحوا مطاردين من محترفي السفر بهدف سداد ما عليهم من ديون كان قد تكفل بها هؤلاء الشباب قبل سفرهم للعالم الآ خر حيث يقوم من يعجز من هؤلاء الشباب الراغب في السفر بتحرير إيصالات أمانة وكمبيالات بمبالغ‮ ‬مالية استكمالا لشروط السفر‮ ‬غير الشرعي،‮ ‬وبذلك يكون موتا وخراب ديار للأسرة والشباب‮. ‬المنوفية هي الأخري من المحافظات التي فقدت العديد من شبابها في رحلات الموت أيضا،‮ ‬ولم يكن ما حدث بها منذ ثلاةث أشهر أول ولا آخر هذه الحوادث الخاصة بغرق أبنائها في عرض البحر حيث تعاني تلك المحافظة ايضا من فرص استيعاب الشباب وبذلك تصبح من المحافظات الطاردة رغم أنها من أوائل المحافظات المصرية في نسبة التعليم والقضاء علي الأمية‮.. ‬والاثنان لم يشفعا لشبابها الذين لا حول لهم ولا قوة خاصة هؤلاء الذين ليس لهم واسطة ولا ظهر قوي في الحكومة والقطاع الخاص وقطاع الأعمال ليضمن لهم فرصة عمل‮ .. ‬ويكون البديل لكل ذلك الهجرة إلي خارج الوطن‮.‬
قصدي الجمل‮ ‬بما حمل،‮ ‬محافظة البحيرة‮ ‬هي الأخري من المحافظات التي يدفع شبابها فاتورة البطالة والفقر حيث لم يمر شهر إلا ويغرق عدد من شبابها في عرض البحر وليس آخرها وفاة اكثر من ‮٧١ ‬شابا من خيرة شبابها في رحلة الموت إلي ايطااليا امام سواحل‮ ‬مدينة ادكو،‮ ‬كما تعد الغربية‮- ‬أيضا من محافظات مصر التي دفع شبابها ضريبة الغرق بحثا عن لقمة العيش‮ ‬حيث فقدت في آخر حادث خمسة من شبابها،‮ ‬وكذلك المنيا والإسكندرية وسوهاج واسيوط وكفر الشيخ

نحن مشكوروووووووووون ونرجو اكمال المسيرة