كل يوم

بسم الله الرحمن الرحيم
يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ الرحمن 29
لم أفكر يوما في معنى هذه الآية حتى ناقشتها معي أخت في الله و سألتني عن معناها ففاجأني السؤال و أجبتها أن المعنى واضح بظاهر الآية فليس بها لفظ غير معروف المعني و لا كلمة تحمل أكثر من معنى
هي: اذن ما هو هذا المعنى الظاهر و ما هذا الشأن ؟
انا: .................................................. ........!! لا أعرف
هي : سأخبرك ...ان لله بكل يوم نظرة ينظرها لفئة من عباده فيغمرهم برحمته و لطفه او بغضبه و عقابه
و استفاضت بوصف هذا الأمر و الحقيقة لم أقنع بما قالته و لم أرفضه أيضا و نسيت الأمر حتى قرأت شيئا فوجدت الآية تفسر عندي بشكل آخر و تبدو لدي أوضح ما تكون بالشكل الجديد الذي فهمته
و بالرجوع لكتب التفسير لم اجد أحدهم يفسر الآية كما فهمته بل وجدت لابن عباس (تفسير ابن كثير) تفسير أقرب لما ذكرته صديقتي :
....عن ابن عباس إن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور وعرضه ما بين السماء والأرض ينظر فيه كل يوم ثلثمائة وستين نظرة يخلق في كل نظرة ويحيى ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء.
و ببعض التفكر لم أجد ما يدعم كلام ابن عباس و صديقتي فما الدليل على ما قالاه و كيف تم الاستدلال عليه ، ان هذا التفسير لا يمكن القبول بصحته الا ان كان نقلا عن حديث نبوي و لم يرد الينا ذلك فمن أين لابن عباس معرفة هذا الوصف الدقيق و الألوان المذكورة باللوح المحفوظ و 360 نظرة و ليس ذلك تقليلا من شان ابن عباس رضي الله عنه و لكن العالم يجتهد فيصيب او يجتهد فيخطئ و أجره على الله في الحالتين و قد يكون التفسير منسوبا اليه و لم يقل ما جاء على لسانه و الله أعلم
فوجدت ما توصلت اليه اجتهادا وما تكشف لي انما هو بنعمة من الله ((و أما بنعمة ربك فحدث)) و رأيت أن أحدثكم به و لكني أولا أحب أن أعرف كيف تفهمون هذه الآية و ما تفسيرها لديكم ...حبذا دون الرجوع لكتب التفسير اردت فقط أن أعرف الأفكار التي تتوارد لأذهانكم عند قراءتها
و سأخبركم لاحقا باذن الله بما ظهر لي من معناها .

--------------------------------------------------------------------------------

سنابل
04-08-2006, 10:33 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعتذر عن التأخير في تكملة الموضوع و قد كنت أتمني أن أقرأ بعض تصوركم عن معنى الآية التي نمر بها و لا نفكر فيها كثيرا فربما استفدنا جميعا من المناقشة
أخوتي ..كل كتب التفسير التي قرأتها وجدتها تتناول الآية من جهة التركيز على كلمة شأن
و بحث المفسرون و العلماء و اجتهدوا في شأن الله
(القرطبي/ابن كثير/الجلالين) خلاصة ما ذكرته الكتب الثلاثة :

_قيل : من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين "
_ و"عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : " كل يوم هو في شأن " يغفر ذنبا ويكشف كربا ويجيب داعيا "
_ وقيل : من شأنه أن يحيي ويميت ويعز ويذل ويرزق ويمنع وقيل : أراد شأنه في يومي الدنيا والآخرة .
_شأنه أن يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويشفي سقيما ويسقم سليما ويبتلي معافى ويعافي مبتلى ويعز ذليلا ويذل عزيزا ويفقر غنيا ويغني فقيرا
و كل ما قيل صحيحا بالطبع و لكن هل يمكن بألفاظنا أن نحصر شأن الله أو ما يفعله الله في بضعة كلمات ؟؟
فبحديث الرسول المروي صلي الله عليه و سلم قال (من شأنه) يعني من بعض شأنه و لا يمكن بأي حال ان نحيط بشان الله كله
قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا

و لا يحيطون بشيئ من علمه الا بما شاء

عندما قرأت ما يسميه النصارى الكتاب المقدس و هو يبدأ يالأسفار الخمسة المنسوبة لسيدنا موسى و يؤمن بها اليهود أيضا طرأت في ذهني فكرة الربط بين بعض ما قرأت و بين تفسير الآية الكريمة
حيث فكرت : ما هو المانع من تفسير الآية بالتركيز على ((كل يوم)) و ليس على ((هو في شأن))؟
اليكم الفكرة و اعتذر مقدما عن الاطالة في عرضها:

قال الله عز و جل :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ
و في تفسير الآية انها رد على مزاعم اليهود : خلق الله السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت وهم يسمونه يوم الراحة فأنزل الله تعالى تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه "وما مسنا من لغوب" أي من إعياء ولا تعب ولا نصب
و هذا لا اختلاف فيه ..و لكن في احدى المواقع النصرانية كان هناك مسلم يستفسر من القس صاحب الموقع عن بعض تناقضات كتابهم و منه قولهم ((ان الله استراح في اليوم السابع))- سفر التكوين- ثم قولهم في موضع آخر من الإنجيل ((إن الله لا يكل و لا يتعب))
فكان السؤال هل ترون ان الله يتعب ام لا يتعب؟ أليس هذا تناقض في الفكرة الواحدة ...
فكان رد القس: ليس هناك تناقض ..ان الله لا يتعب ..و لكن معنى الراحة هنا هو : التوقف عن العمل ..كما نقول فلان يذهب الى عمله ستة أيام و يستريح يوم الجمعة – أي لا يعمل يوم الجمعة ما يفعله في الأيام الأخرى من عمل !!
و عندها تذكرت بعض ما يؤيد هذه الفكرة من الكتاب المقدس الذي يحوي الأسفار الخمسة :
اذ ان اليهود يسمون يوم السبت : يوم عطلة الرب و يمتنعون عن أي عمل بهذا اليوم لأنه –حسب عقيدتهم – الرب لا يعمل شيئا بهذا اليوم و هم يقتدون به و اذا كان هناك مأزق فلن يخرجهم منه في يوم راحته الأسبوعي هذا !!
و في سفر الخروج : في قصة نزول المن على قوم موسى ما مفاده أن خبز المن كان ينزل عليهم بأعداد كبيرة فأمرهم موسى ان يجمعوا الخبز بحيث يحصل كل انسان على رغيف واحد ليس أكثر ..و لكن طمع اليهود دفعهم لجمع المزيد و تخزينه فوجدوا مازاد على الرغيف قد أصابه الدود و العطن فشكوا الى موسى ذلك فوبخهم على طمعهم و عصيانهم الأمر و بتكرار تفاصيل الموقف اليوم التالي ايضا ، امتنع اليهود عن جمع أكثر من رغيف واحد للفرد اذ ان ما يزيد عن ذلك يصيبه العطن و لا ينتفعون به و هكذا..حتى جاء يوم الجمعة فإذا بموسى يطلب منهم ان يجمعوا اليوم رغيفين و ليس واحدا ككل يوم لأن غدا يوم السبت يوم عطلة الرب – يعني اليوم الذي لا يفعل فيه الرب شيئا فلن يرسل لكم أي خبز – وحسب زعم الرواية فانهم لما جمعوا رغيفين بقيا دون عطن حتى يوم الأحد !!
فكأن الآية الكريمة :
كل يوم هو في شأن انما هي أيضا رد و تكذيب لمزاعم اليهود و النصارى كآية و ما مسنا من لغوب
فكل يوم هو الله الحي القيوم مدبر الأمر في السماء و الأرض و ما بينهما سواء كان هذا اليوم يوم السبت أو الأحد أو غيرها من الأيام

هذا اجتهادي في تفسير الآية و أحببت أن أنقله لكم فان كان هناك خطأ ما أو ما يتعارض مع الدين فيما توصلت اليه من تفسير للآية فجزاه الله كل الخير من ينبهني الى ذلك و ان كان بالأمر استفادة ما لأي منكم فالحمد لله وحده و لا تبخلوا على بدعائكم و ملاحظاتكم .
يعلم الله اني كتبت هذه الصفحة خالصة لوجهه الكريم و أعوذ بالله ان أكون ممن يتكلمون في القرآن بغير علم
و انما هي استنتاجات لم أجد ما يحرم ذكرها و ليس لدى من أناقشه في أمور القرآن غيركم هنا فأرجو افادتكم حال وجود ما ينفي صحتها و شكرا

--------------------------------------------------------------------------------

الدكتورخالدعبدالرحمن
04-09-2006, 01:13 PM
الأخت سنابل

أبارك لك جهدك، وحرصك على فهم كلام الله سبحانه.

و أدعو الله لي ولك السداد.

و لم أفكر في موضوع الآية، ولكن أعدك أن أعود إلى مقالك قريباً إن شاء الله.

--------------------------------------------------------------------------------

المخلصة
04-11-2006, 02:42 AM
جزاك الله خيرا
و ثبت أجرك في جهدك

--------------------------------------------------------------------------------

سنابل
04-11-2006, 03:25 AM
الحمد لله..يشرفني أن تستفتح الردود بحضرتك د/خالد عبدالرحمن نعم ..كثيرون منا لم يفكروا بموضوع الآية ...لأنها سهلة واضحة الألفاظ ليس بها ما يشكل على من يقرأها !!
أسعدني جدا وعدك بالعودة الى الموضوع بعد بحثه –كما فهمت ضمنيا - و المشاركة بنتيجة ما توصلتم اليه

نشكرك على هذا الموضوع الممتاز ونرجومن الله التوفيق ووضع المزيد

شكرااااااااااااااااااااااااااا على مجهودككككككككككككككككككككك

موضوع ممتاززززززززززززززززززز