من أقوال البلغاء وحكمهم

من وصايا الرسول الجامعة وحكمه البليغة الغالية ما رواه ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صمت نجا"، حقاً إن الصمت من الحكمة وسداد الرأي، ولكن القليل من الناس يفعله، وفى الصمت نجاة من الزلل، ولذا قال الحكيم: اعقل لسانك إلا عن حق توضحه أو باطل تدحضه، أو حكمة تنشرها أو نعمة تذكرها. فللكلام مواطن يحسن فيها إذا كان منه فائدة تعود على المرء فى صلاح دين أو دنيا، أما اللغو والباطل والكلام فيما لايعنى الإنسان فهذه أمور لا تليق بأهل البصيرة والرشاد، وفى حديث أبى هريرة رضى الله عنه: "أكثر الناس ذنوبا أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه"، وعنه عند الترمذي: "من حسن إسلام المرء تركه لما لا يعنيه"، قال الترمذي: حديث حسن، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: "يا معاذ أنت سالم ما سكت، فإذا تكلمت فعليك أو لك" وينصح بعض البلغاء فيقول: "الزم الصمت فإنه يكسبك صفو المحبة، ويؤمنك سوء المغبة، ويلبسك ثوب الوقار، ويكفيك مؤونة الاعتذار".

حول هذا الموضوع يقول فضيلة الشيخ أحمد محمد طاحون من علماء الأزهر الشريف: إن الكلام يعبر عن مكنونات الضمائر، ويخبر عما فى السرائر، وهو إذا صدر عن صاحبه لايمكن استرجاعه، فإن كان خيراً سلم، وإن كان شراً وسوءا عاد وباله عليه، ولذا كان لسان العاقل وراء قلبه لا ينطق الا بعد الفكرة، اما لسان الأحمق فأمام قلبه ينطق بكل مايخطر بالبال، فيكثر منه الخطأ، ولا يسلم من أسباب الندم.

وسأل سفيان بن عبدالله رسول الله ص‍لى الله عليه وسلم: "ما أخوف ما تخاف عليّ؟ فأخذ بلسانه، ثم قال: هذا" وهذا يؤكد خطر اللسان، ويلفت الى ضرورة العناية بالضبط والحزم ومراقبة النفس حتى لا يقود اللسان صاحبه الى ما يضره ويسوؤه ويشق عليه. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول فى وصية له: "وهل يكب الناس على مناخيرهم فى نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم".

وفى الحديث: "إن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لايعنيه" فحفظ اللسان من لغو الكلام وباطله وسيئه أمر حث عليه الدين، وتوجبه المروءة، وهو زينة أهل العقل والوقار، والله عز وجل يقول: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" "سورة ق 18" ويقول سبحانه "أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم و نجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون" "سورة الزخرف 80" وفى الحديث الذى روته أم حبيبة: "كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف، أو نهى عن منكر، أو ذكر الله تعالى".

ويؤكد الشيخ طاحون أن المؤمن الحصيف لا يخوض مع الناس فى كل ما يخوضون فيه، وإن طهارة اللسان لمن الأسباب الموصلة الى السعادتين، ولذا فإن شغل اللسان والنفس بتلاوة القرآن وتدبره، وبذكر الله عز وجل، وبالقراءة النافعة أجدى على الانسان لنفسه، وليعطى المثل لمن حوله فى محيط الاسرة أو الرفقة أو العمل، وقد جاء فى الاثر: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله تعالى، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة فى القلب، وإن أبعد الناس من الله تعالى القاسى القلب". والله عز وجل يقول: "وقولوا للناس حسنا" "البقرة 83" والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من شر الناس عند الله تعالى منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه".

إن اللسان نعمة عظيمة، وبها ابتلى الانسان ابتلاء عظيما، فمن أحسن بلسانه فنطق بكلمة الإيمان الموافقة لما فى قلبه من التوحد النقى الخالص، وأمسك لسانه عن فضول الكلام ولغوه كان من أهل العقل والحكمة.

نشكركم على التعاون الجميل معنا فى المنتدى

مشكوووووووور

جداااااااااا

نشكركم على التعاون معنا فى المنتدى

نشكركم على التعاون الجميل معنا فى المنتدى

مشكوووووووور

جداااااااااا