أساطير غربية ضد العرب

كنت أحسب أن العام الجديد سيأتي بعقليات جديدة ترى العالم كما ينبغى وتتخلى عن التعصب الأعمى والتشهير بالعرب والمسلمين في الغرب. ولكنى بمجرد وصولى أمريكا بعد إجازة قصيرة في مصر المحروسة، فوجئت بإعلان في عدد يناير الحالي من صحيفة ذا نيشن أو "الأمة" الأمريكية المرموقة يشوه صورة العرب ويقول: "كان في برلين عرب فلسطينيون يخططون مع هتلر لغزو العالم وقتل جميع اليهود!" مثل هذه الكلمات كافية لبث الرعب في نفوس الأمريكيين و تخويفهم من العرب، بربطهم بالزعيم النازي هتلر مما قد يزيد من جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة.

ما هي الجهة المستفيدة من هذا الإعلان؟ من هو مؤسسها وما هي علاقته بالدولة العبرية؟
الإعلان مدفوع الأجر من منظمة صهيونية موالية لإسرائيل تروج في أمريكا بأن إسرائيل محاصرة "بالأعداء" العرب الذين يريدون تفتيتها والقضاء عليها، في حين أنها تسعى دائما إلى السلام معهم وهم يرفضون! بهذه الدعاية، ترسخ لدى
الأمريكيين مفهوم بأن أسرائيل دولة ضعيفة في عرين الأسود وأنها تتعرض دائما للهجوم وأن كل ما تفعله هو الدفاع عن نفسها والحفاظ على شعبها من النفوق.

المنظمة اسمها "حقائق ومنطق عن الشرق الأوسط" أسسها يهودي ألماني يدعى جيراردو جوفي فر من ألمانيا النازية إلى بوليفيا ثم إلى أمريكا و يقال إنه نجا من محرقة اليهود على أيدي النازيين وتربطه علاقات قوية بزعماء اسرائيليين يتقاضى منهم تمويل لمثل هذه الدعاية.

العنصرية واضحة في إعلان هذه المنظمة الذي يروج إلى أن العنف يجري في دماء الفلسطينيين ويصفهم بأنهم مخادعون بالفطرة ويروج للقضاء عليهم بقوله إن السلام معهم لن يجدي. كما يروج لأكاذيب منها أن الفلسطينيين فجروا مركز التجارة
العالمي في نيويورك وخططوا لنسف نفقين شهيرين بين نيويورك ونيوجيرزي. بل ومن المضحك أنها تعتبر الفلسطينيين هم المسؤولون عن تفجير طائرة بان اميركان فوق لوكيربي في سكوتلندة عام 1988.

الإعلان يعكس عنصرية واضحة وتحيزا فجا لإسرائيل ويقول "إن الفلسطينيين يحاولون انتزاع أكبر مساحة من ألأرض من إسرائيل بالسبل الدبلوماسية لإضعافها وجعلها غير حصينة تمهيدا للانقضاض عليها في هجوم نهائي!"

مثل هذه المنظمات تلوي الحقائق في إعلاناتها المتكررة ضد العرب وتتصل بدور النشر والأكاديميين والباحثين لتحريف الحقائق الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي. على سبيل المثال، تم تحريف عدد من الكتب التاريخية التي ورد فيها أن إسرائيل شنت أي هجوم ضد العرب. ففي دائرة معارف الأطفال الأمريكية،
قرأت بالصفحة 198 السطر العاشر أن بريطانيا وفرنسا شنتا عدوانا ثنائيا على مصر عام 1956 بعد أن أمم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قناة السويس! هنا أسقطت دار النشر إسرائيل من العدوان الثلاثي لأن تركها في هذا السياق يعني أنها تهاجم
بلدا عربيا وهذا يخالف الدعاية السائدة بأن إسرائيل تتعرض فقط للعدوان من العرب وأنها لا تعتدي على أحد ولا حول لها ولا قوة!

صحيفة ذا نيشن أو "الأمة" ليست مسؤولة عن الإعلان ذاته ولكن كان يتعين عليها أن تتحرى الدقة خصوصا في إعلان مريب يسيئ إلى سمعة العرب بل ويحرض ضدهم ويشوه الحقائق بدعوى إعطاء صورة "تصحيحية" عن الشرق الأوسط. ولست هنا ضد حرية التعبير، ولكن إذا كانت حرية التعبير فيها تعدي على حقوق الأخر بل وقد تؤدي إلى تعرضه لجرائم كراهية فهذا يعد اعتداء سافرا على حرية الأخرين ولا ينطوي تحت شعار "حرية التعبير" الذي نعرفه بل يعد نوعا من العنصرية والتحريض.

نشكركم على التعاون

الروحى الجميل معنا فى المنتدى

مشكووووووووووور

جزاك الله خيرا كثيرا على الموضوع الممتاز
:63:
4521

» العرب اونلاين
» من امثال العرب
» الفرق بين العرب والغرب نقطة
» شعراء العرب لكل العصور قدايما وحديثا
» إسرائيل تعلم أطفالها كراهية العرب