الحلقة السابعة مسلسل مجموعة الثأر المقدّس الاسير القسا

مسلسل مجموعة الثأر المقدّس (عملية فندق بارك)

الحلقة السابعة والأخيرة

الأسيرالقسامي البطل

أحمد الجيوسي

قسامي لا يتكلم إلا بما يصنع.. لا تسمع له صوتا إلا دويا يرتد صداه بفعل يؤلم المحتل.. فتدرك أن خلف هذا الدوي أسد هصور.. ونسر جسور.. لقد صاغ بأنامله الناعمات تاريخا.. حينما رسم بهما سيلا إلكترونيا انهى به المطاف الى شرارة كهربائية أفرزت نقطة تحول جديد في تاريخ الصراع..

لم يكن لتلك الخلية أن تنجح في ثأرها المقدس لولا عبقرية هذا القسامي.. الذي سخر الله على يديه فنا في كيفية التعامل مع الكهرباء من خلال دراسته لهذا التخصص.. فكان شعوره بالقهر لما يمارس في حق هذا الشعب الاعزل من إذلال ومحاولات تركيع وحرمان.. واستشعاره بواجب التضحية والذود عن حمى الأوطان.. واستنفار جوارحه التي تدافعت نحوها سيالات محركة نبضت بها حجرات قلبه المعبأة بسلاح العقيدة والإيمان.. هو الدافع نحو الانتقام..

إنه القسامي أحمد محمد عبد اللطيف جيوسي.. الذي لم ينتظر طويلا حتى أقسم مع إخوانه القائد المهندس عباس السيد وباقي أفراد الخلية معمر ونصر ونهاد وعامر ومهند وفتحي ومن قبلها فواز ومحمود وأحمد بالثأر المقدس.. فجاء هذا الثأر عبر عملية استشهادية نفذها البطل عبد الباسط عودة على أرض نتانيا المغتصبة.. التي رقصت طربا على أنغام التفجير.. كتحذير للمحتل بأن شلال القسام هادر.. ورده مزلل.. ولن يساوم أو يقبل إلا بأن يندحر.. فلم ينل بعدها وسام الشهادة على أرض الإسراء والمعراج بل تقلد وسام الأسر في السجون الصهيونية في أرض الرباط.

المولد والنشأة:

ولد الأسير القسامي في مدينة طولكرم بأواخر عام 1979م.. وهو ينحدر من عائلة عرفت بالالتزام.. مما كان له الأثر في غرس تلك المفاهيم الأصيلة المنبعثة من كتاب الله في قلبه في ريعان الطفولة.. فترجمها واقع حاله بتعلقه بالمساجد التي استقى من معينها حظا وافرا من تعاليم القرآن والسنة.. اللذان نصبهما أما عينيه واختط بذكرى الصحابة والتابعين أنموذجا يلتمس فيه طريق السالكين.. فمن التزام بصلاة الفجر جماعة في المسجد الى صوم أيام الاثنين والخميس وغيرها من النوفال الى قيام الليل وترتيل الكتاب المبين..

كان بارا بوالديه.. يحبهم حبا شديدا.. ويكن لهم كل الاحترام والتقدير.. ليس قولا فحسب بل فعلا ترى أثره في عين والدته التي عبرت عن ذلك بقولها "كان بارا بي.. وحنونا جدا عليّ وعلى والده.. ولا أبالغ".. لقد أحبه الجميع.. الجيران والأقرباء.. زملاء الدراسة والأصدقاء.. فلم تكن شخصيته القوية.. وعقليته العبقرية.. لتحجب طيبة قلبه وتسامحه.. وكثر صفحه عمن يسئ له ويخاصمه..

تعليمة وعمله:

بدأ حياة الطفولة مثابرا.. فلم يكن حال العائلة المادي ليسمح له بنيل الدراسات العليا.. فاكتفى بدراسة تخصص الكهرباء مبتدئا ذلك في المرحلة الأساسية ومنها التحق بالمدرسة الصناعية في المرحلة الثانوية ليكون بذلك أحد أمهر فنيي الكهرباء في المدينة.. وهنا توقف عن مواصلة تحصيل مستويات أعلى من الدراسة حتى يتمكن من مساعدة أهله فباشر بعدها العمل في أحد مشاغل الخياطة في أحد المصانع معتبرا ذلك بمثابة وسام شرف يتقلده كخادم ومعيل لأهله ووالديه..

لقد يسر الله له فتاة من المدينة تقدم لخطبتها.. وأصر في حينها على إتمام تكاليف الزفاف من كده وتعبه.. رافضا أي إعالة.. سواء كانت من قريب كما فعل ذلك أحدهم محاولا مساعدته.. أو كانت من حميم صديق يظهر في وقت ضيق..

نشاطه في انتفاضة الأقصى:

وما أن دخلت الانتفاضة عامها الأول بعد هبة الجماهير التي بلغت الآلاف حينما وطئت قدما شارون أرض المسجد الأقصى مدنسة لساحاته وكنفه حتى حفرت في داخله جرحا لم ولن يندمل.. فبدأ الرحلة بصمت منسجما مع طبعه الكتوم وحاله الصامت.. فأخذ يبحث عن كتائب القسام عنوان الانتقام.. فوجد مبتغاه في قائد مهندس مبدع تمكن من تعلم مادة جديدة شديدة الانفجار تفوق سابقاتها في حجم الدمار.. إنه القسامي فواز بدران الذي سمى تلك المادة فيما بعد بالقسام 19 فكان هو يطبخ مادة التفجير التي يعبأ حزام يلف وسط المنفذ بها ويقوم القسامي أحمد بتوصيل الأسلاك.. وجعل مصير ذلك الحزام بضغطة زر يقبض عليه الاستشهادي لحظة الالتحاق بركب الأحياء عند ربهم يرزقون..

أول تلك المعارك

فكانت أول معركة يخوضها هذا القسامي مع الاحتلال هي باكورة العهدة العشرية القسامية التي كانت بطلها وفارسها الاستشهادي أحمد عليان والذي أقض مضاجع الصهاينة بتاريخ 4/3/2001م على لون جديد وأسلوب جديد من التفجير في مكان مفتوح في قلب مغتصبة نتانيا وقتل فيها 3 وجرح ما لا يقل عن 70 كثير منهم في حال الخطر..

ثاني تلك المعارك:

ثم توالت الضربات وتلتها المعركة الثانية الأشد من سابقتها.. عملية المركز التجاري كنيون هاشرون أيضا في قلب مغتصبة نتاينا.. والتي نفذها فارس باكورة الخمسة الثانية من العهدة العشرية القسامية الاستشهادي محمود مرمش بتاريخ 18/5/2001م حيث قتل فيها 5 وجرح مالا يقل عن 100 معظمهم في حالة الخطر..

وبعد تلك العملية التي اهتز لها كيان الاحتلال في أعلى مستوياته.. الذي أعلن عن خطورة ما وقع في يد حماس وجناحها العسكري من مادة شديدة التدمير لم تستخدم من قبل يمكنها إيقاع أكبر عدد من القتلى في حال أضيف لها قطع معدنية اعتادت كتائب القسام وضعها كمادة أساسية في الحزام لتحقيق تأثير أكبر.. وهذا ما لم تفعله حماس هذه المرة حيث لم تكن خبر القسامي فواز قد اكتملت في صنع الأحزمة على الرغم من قدرته الفائقة على التصنيع للمواد المتفجرة.. وعندها أدرك جهاز مخابرات الاحتلال أنه يقف أمام عمالقة من نوع مختلف.. فأخذ يبحث في كل اتجاه ويسعى الى جمع ما يمكن جمعه من معلومات تقود الى منفذي تلك العمليات.. وبعد تكشف بعض الخيوط بفعل التعاون المشترك مع عملاء الاحتلال الذين غرسوا في كل مكان.. توصلوا الى من أوقع فيهم الخراب وألحق بهم الدمار.. وهنا بدأت ملاحقة القسامي احمد الجيوسي بعد اغتيال القائد القسامي فواز بدران بتاريخ 13/7/2001م .. وتمت ملاحقة احمد من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي قامت باختطافه والتحقيق معه.. وبعد فشلهم في انتزاع أي اعتراف منه تم إخلاء سبيله.. وبقي الاحتلال على قناعة بأن هذا الجبل الشامخ الذين كان يعمل بصمت.. يخفي شيئا حيال ما جرى من عمليات ولكن هذا الدور بقي مجهولا الى أن تكشف بعد المعركة الثالثة..

المعركة الحقيقية:

لم تكن المعركة الأولى والثانية بالكافية لردع الاحتلال.. فكان لا بد من ثأر يعيد للقضية الفلسطينية هيبتها.. ثأر يحفر في التاريخ ذاكرة لا تنسى.. ويشيد للأجيال اللاحقة جسرا تعبره جحافل النصر.. يجوسون من خلاله الديار بوعد من رب العزة مفعولا.. فجرى التحضير ليوم تدك فيه حصون وتخترق فيه قلاع.. وتسقط من خلاله أسطورة طالما تغنى صانعوها بأنها لا تقهر ولا تهزم.. ولكنها الآن تمرغ بالتراب.. ويتهاوى معقلها المشيد بخيط العنكبوت.. وإنه لأوهن البيوت..

كان شعار هذا القسامي بأن لا بد من أن ينال الوطن حريته.. وحرية الوطن لا بد لها من رجال يصدقون الله فيصدهم بنصره.. وهذا النصر لا بد له من ثمن وتضحيات.. والتضحيات لا تقدر بثمن.. فإن جاد البعض بالمال قل أم كثر وجاد آخرين بالبيت والعيال وآخرين بالنفس.. فلا أقل من أن يجود هذا الفارس بحياته الزوجية من أجل هذا الوطن.. فعلى الرغم من استعداداته للزواج إلا أنه كان يعطي جل وقته للعمل الجهادي.. يشارك إخوانه في مقارعة الاحتلال.. ليستعيد الوطن تلك الحرية التي فقدها عبر توالي الأزمان..

لقد وطن نفسه على أمر جلل.. سيغير معالم المرحلة.. فكان لا بد من الرحيل والتواري عن الأنظار.. في ظل محاولات الصهاينة تنفيذ عمليات توغل ومحاولات اجتياح للمدينة ومخيماتها.. هذا الأمر هو عملية ستهز أركان المحتل.. وستكون معركة حقيقية يثأر فيها مجاهدو القسام من اللئام..

القسامي أحمد وعملية بارك الشهيرة:

فلا مجال في هذه المعركة للفشل.. فبعد أن وصل الحزامين اللذين أعدا في منطقة نابلس وأرسلهما المهندس علي الحضيري الى طولكرم لتنفيذ عملية استشهادية مزدوجة يشارك فيها كل من الاستشهادي عبد الباسط عودة والأسير نضال القلق.. أدرك المهندس القائد القسامي عباس السيد محاذير الفشل.. فطلب من القسامي مهند شريم عرض الحزامين اللذين تسلمهما الأسير القسامي معمر شحرور بمرافقة الأسير القسامي نصر يتايمة على القسامي أحمد الجيوسي لفحص توصيل الكهرباء في كليهما.. كونه خبير في هذا المجال وكان قد شارك في توصيل كهرباء أحزمة سابقة.. وبعد الفحص تبين للقسامي أحمد عدم نجاح التوصيل ووجود خلل.. فطلب منهم إعادة الحازمين لمن أعدهما وتصنيع بدلا منهما.. فكان ما قال..

مع الاعتقال:

وفي 7/3/2002م وقبل زفاف القسامي احمد بأسبوع توجه الى مخيم طولكرم إثر الاجتياح الذي حصل قبل يوم من ذلك.. وإذا بقوة صهيونية خاصة تختطف هذا البطل من المكان الذي كان يتواجد فيه.. دون معرفة من أحد.. فاختفت آثاره ولم يعد بالإمكان التواصل معه.. مما دفع الأهل لإبلاغ الشرطة والمستشفيات بحثا عنه.. وبعد أسبوع وإذا بإذاعة الاحتلال تعلن عن اختطاف أحد قادة القسام في مدينة طولكرم يدعى أحمد الجيوسي وتحمله المسؤولية عن تنفيذ عدة عمليات استشهادية في قلب مغتصبة نتانيا..

ثم خضع هذا القسامي لفترة تحقيق قاسية في دهاليز مركز تحقيق الجلمة لا تقل عن 3 شهور.. من أجل انتزاع اعتراف منه.. إلا أنه انتصر على محققيه الذين لم يستطيعوا إدانته مباشرة بمسؤولية تربطه بالعمليات الاستشهادية الثلاثة.. وبقيت قضيته عالقة الى أن جاءت لحظة الانتقام البغيض من قبل الاحتلال الذي أصدر بحقه حكما أعتبر الأعلى في محافظة طولكرم.

الحكم مدى الحياة 35 مرة:

"الله أكبر الله أكبر" بهذه التكبيرات قابل الأسير القسامي" أحمد الجيوسي" حكم قاضي المحكمة العسكرية الصهيونية في سالم.. والذي يقضي بأسره مدى الحياة 35 مرة (35 مؤبد) و 10 سنوات إضافية.. بدعوى المشاركة في عمليات العهدة العشرية وعملية فندق بارك في قلب مغتصبة نتانيا..

عمالقة القسام لا يميدون وإن مادت الجبال:

فهكذا هي مدرسة القسام تخرج الفرسان.. الذين يترجلون في ساح الوغى.. تفوح منهم رائحة رهج السنابك وغبار أطيب من ريح المسك.. وهكذا هم عمالقة القسام.. لا يبالون بسجن ولا سجان.. ولا يهابون باغ ولا طغيان.. يستطيبون العلقم إن كان فيه الحياة.. ويستهونون الصعاب إن كان فيها رضى من جلّ في علاه.. ويثأرون ممن استحل أرضهم واستباح دم شعبهم ونهب مقدرات وطنهم وانتهك حرماتهم.. لا ينامون وعين الظالم تصول وتجول.. ولا يميدون وإن مادت جبال فوق سهول..

نحن مشكوروووووووووون ونرجو اكمال المسيرة

نحن مشكوروووووووووون ونرجو اكمال المسيرةووضع المزيد

» من المجرم؟ ... الحلقة السابعة
» مجموعة رائعة من صور
» مجموعة برامج للنوكيا
» مجموعة برامج مهمة
» مجموعة برامج مهمة